الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

كلمة رئيس الجمعية

   أسعد الناس حالاً، وأهنأهم مآلا من عاش للآخرين، يفرج كربتهم، ويطفئ لوعتهم، ويمسح دمعتهم، ويسد جوعتهم، يجند نفسه لخدمة الضعفاء، وإغاثة البؤساء، وإعانة الفقراء، فيشعر بالرضا يسري في كيانه إذا تسبب في إنعاش معدوم، أو إيناس محروم، وهذه رجولة نافعة، وبطولة يافعة، لا تتأتي إلا لسيدٍ كبير، صاحب عزمٍ جهير، وعطاءٍ غزير.

   وهذا الصنف من الناس بسخائهم يحرسون عُرى الإنسانية من غوائل الزمان، كما تحفظ الجبالُ الأرضَ من أن تميد، وجهودهم في إسعاد العباد محمودة مشكورة، فشذاهم منثور، وصيتهم مشهور، وكرمهم مبرور، فمن يزرع المعروف يحصد الشكر، وهم في راحة غامرة، وقلوبهم بالسكينة عامرة، ولا شك أن الضمير المطمئن خير وسادة للراحة، فلا شيء يسعد الإنسان، ويملأ القلب بالطمأنينة والأمان، مثل بسط الإحسان، وإطعام الجوعان، ونجدة اللهفان.

وإن جمعية ناس الخير البيض الخيرية من يوم نشأتها تعمل جاهدة في هذا السياق، هدفها فك الوثاق ، وتخفيف الخناق،  وتوفير ما تيسر من الأرزاق، وتشرف بخوض غمار هذا السباق، فيدها في العمل الخيري علية، وبصماتها في الشوكة واضحة جلية، ليس عليها وصاية من أحد، ولا تخضع لحزب أو فصيل، وإن كانت يدها لأهل الخير ممدودة، وآمالها في التعاون المهني مع الجميع معقودة، من أجل مصلحة الفقراء والمحتاجين. 

  وجمعية ناس الخير البيض إذ تفتح اليوم بجهدها الدءوب لكم إلى الخير باباً، تتمنى أن يكون لكم في العطاء أكثر نصاباً، تجسيداً لمعاني الإنسانية، وإذكاء لعواطف الإخاء، والأمل يحدوها أن تتكرم أيادي الخير الداعمة والخيِّرون عليها وتحت رعايتها وإشرافها بما تفيض به على الأسر المنكوبة، والعوائل المعسرة، ولا تمانع أبداً أن يباشر المانحون العمل الخيري بأنفسهم، ومن بذل في الرخاء وجد غوثاً في الشدة، وكشف الألم عن المسكين مكرمة، ولنتذكر أن دقيقة الألم ساعة، وساعة اللذة دقيقة، فإذا كان الموسر اليوم  في القمة، عنده أفخر المتاع، ويأكل إذا جاع،  فلا ينس من هم في القاع، عندهم صبية جياع، يشكون الضياع، وتستبد بهم الأوجاع، وما التشاحن الطافح والعداء الكنود، إلا ثمرة الأنانية الفظة والاستئثار الجحود، ولا سبيل إلى ترسيخ المحبة والوئام، وبناء جسور الثقة بين الأنام، وتوطيد العدالة والسلام إلا إذا وجد البؤساء والفقراء من الأغنياء قلوباً حانية، ويداً بالإنفاق دانية، وهمة في التكافل غير متوانية، حينها تصفو النفوس وينقشع الكدر، وتتآلف القلوب ويهطل المطر. 

 

0 التعليقات :

إرسال تعليق